للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُشْرِق على المغرب والمَشْرِق، الفذُّ المفرد، العَلَمُ الأعلَمُ، قاضي قضاة الإسلام، والمرجوع إليه بين الأنام، الحجة الذي يُرحل إليه، والقدوةُ الذي يرجع إليه، أبو الفضل شهاب الدين، أطال اللَّه حياته، وأهلك عِدَاتَه، وأنشدته بديهة داعيًا له بقولي (١):

قد فُزتُم بين الأنام وحُزتُمو ... رهَنَ السِّباقِ بنشر "فتح الباري"

فاللَّه يكلؤكم ويُبقي مَجْدَكم ... ويَحْوطكم من أعين الأغيارِ

وحضرنا مجلسه الكريم، أدام اللَّه الأنسَ به، ورحم الخَلْقَ مِنْ سببه، وسألناه تعلمًا، وتفضل علينا بالجواب تكرُّمًا. وتمثَّلنا بين يديه غير ما مرة، وشافهنا وسألناه بواجهته العلمية السَّنيَّة في الكلام، والمباحث في أنواع مِنَ العلوم التفسيريَّة والحديثيَّة والبيانيَّة والفرعيَّة، ما أرجو اللَّه عز وجل أن حصل به الشَّرف والرُّقي.

وكان ممَّا قصده به عبده ومولى تعلُّمه، ومولى إفادته لجنابه العَليِّ، المِدْحَة والتَّسلية بتقرير جرء قطرة مِنْ بحره التَّيَّار الزَّاخر ما نصه: وساق ما يأتي في فصل المديح قريبًا (٢).

[[علم الدين البلقيني]]

ومنهم: قاضي القُضاة علم الدين أبو البقاء صالح البلقيني.

فقرأتُ بخطه في تفويض لشيخنا بوظيفتي درس الحديث بجامع طولون والفقه بالصالحية وصف المفوض (٣) إليه بسيدنا ومولانا الشَّيخ الإمام العالم العلامة الحافظ، قاضي القضاة، شهاب الدين، أبي الفضل أحمد، الشهير بابن حَجَر، نفع اللَّه تعالى بعلومه المسلمين. انتهى.

ووصفه أيضًا -فيما هو عندي بخطه- بحافظ العصر، ونقل عنه في


(١) البيتان في الضوء اللامع ٢/ ١٣٧ في ترجمة ابن كُحيل.
(٢) ص ٤٢٧ من هذا الجزء.
(٣) في (أ): "وصفه التفويض".