للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"تذكرته" و"ترجمة والده" أشياء، وكان هو المشيرَ عليه بجمعِ ترجمة أبيه، رحمهم اللَّه وإيَّانا.

[[تقي الدين ابن فهد]]

ومنهم محدث مكة (١)، التَّقي محمد بن فهد الهاشمي -رحمه اللَّه- فقرأت في آخر "ذيله على طبقات الحفاظ" للذهبي لصاحب الترجمة ترجمة مختصرة، قال فيها:

الإمام العلامة، الحافظ، فريد الوقت، مفخرة الزَّمان، بقيَّةُ الحفَّاظ، علم الأئمَّة الأعلام، عمدة المحقِّقين، خاتمة الحفَّاظ المبرِّزين، والقضاة المشهورين، أبو الفضل، شهاب الدين.

إلى أن قال: وكان في حال طلبه مفيدًا في زيِّ مستفيد، إلى أن انفرد في الشُّبوبيَّة بين عُلماء زمانه بمعرفة فنون الحديث، لا سيما رجاله وما يتعلق بهم، فألف التَّواليفَ المفيدة المليحة الجليلة السائرة، الشاهدة له بكل فضيلة، الدالَّة على غزارة فوائده، والمعربة عَنْ حُسن مقاصده. جمع فيها فأوعى، وفاق أقرانه جنسًا ونوعًا، التي شنَّفت بسماعها الأسماع، وانعقد على كمالها لسان الإجماع، ورُزِقَ فيها الحظَّ السامي عن اللَّمس، وسرت بها الركبان سَيْرَ الشَّمس.

إلى أن قال: وهو إمامٌ علَّامة، حافظٌ محقِّقٌ، متينُ الدِّيانة، حسنُ الأخلاق، لطيفُ المحاضرة، حسنُ التَّعبير، عديمُ النَّظير، لم تر العيونُ


(١) في (ب): "ومنهم جماعة بقيد الحياة وقت تاريخه منهم محدث مكة. . ." وكانت هذه العبارة موجودة في (ح) ثم حذفت.
وفي هذه النسخة أيضًا عبارة "نفع اللَّه به" بدل "رحمه اللَّه" وكنت هذه العبارة موجودة أيضًا في (ح) ثم شطبت وكتب المصنف فوقها بخطه: "رحمه اللَّه"، وهذا الاختلاف بين النسخ ناشىء عن نقل كل واحدة منها عن أصل من أصول المؤلف رحمه اللَّه يختلف عن الأصل الآخر أو عن النسخة نفسها، لكن واحدة قبل التعديل والزيادة، والأخرى بعد ذلك، فالنسخة (ب) نقلت من أصل قديم، بينما النسخة (أ) نقلت من أصل أحدث منه بعد أن غير فيه السخاوي وبدل. وانظر مقدمتنا لهذا الكتاب.