للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنظر اعتراضي فيما كتبتُه بخطي، كما أشار إليه، فإذا هو خطُّه نفسُه!

قال: وكذا اتَّفق لي معه؛ رأيتُ مجلدًا من كتابٍ كبيرٍ في الأحكام، جمع فيه أصولًا عدَّةً، يشتمل المجلَّدُ على الحج، أو الصيام، وهو الغالب على ظنِّي. وعليه خطُّه. فوقع في خاطري أنَّه ربما يكون مِنْ كُتبه وباقيه عنده. فأمرت الدَّلال أن يأتي به إليه ففعل، فنظره، وقال: هذا ما رأيتُه قطُّ. إلى غير ذلك مما لا يضبط.

ومِن ذلك أن النَّواجي -فيما بلغني عنه- حكى أنَّه وقف على كتابٍ غريبٍ، فأحضره لصاحب الترجمة، فأخذه منه، واستغربه. قال النَّواجي: فصرتُ في نفسي مسرورًا مِنْ أجل أنّني أوقفتُه على كتابٍ لم يقف عليه، وهو يبالغُ في تصفُّحه وتأمُله، فلم ألبث أن قال: وها خطّي عليه باعتراض أو نحوه.

قلت: وهذا لكثرة ما طالع وبُعْدِ المدة بين المرتين. وماذا عسى أن يكون، فسبحان من لا يغفل.

[تعقُّباته على الكتب]

وقد رأيت تمام الفائدة بإيراد شيء مما كان يتعقَّبه بالهوامش ونحوها.

[[الأربعون التساعيات لأبي علي الصيرفي]]

فمنه: أنَّه نبَّه على أن الحديث الثامن والثلاثين (١) من "أربعي" المحدِّث الشهير أبي علي الحسن بن علي اللَّخمي الصَّيرفي والتساعيات (٢) صوابُه أن يكون عُشاريًا، سقط منه على المخرِّج رجلٌ ما تَنَبَّه له، وهو بين أبي الحسم بن عبد كُوْية وأحمد بن عبد الرحمن بن يونس الرَّقيِّ، واستدل لذلك، ثم قال: وأظنُّ أنَّ الساقط هو أبو القاسم الطبراني الحافظ، فإن ابن


(١) في (أ): "والثلاثون"، خطأ.
(٢) في (أ): "السباعيات"، تحريف.