للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخره. وكانت كتابةُ مغلطاي لقوله: "به" على كشط يُمكن أن يكون كان فيه بدلها: "جماعة عن"، فقال الحافظ أبو زرعة ما نصه على ما قرأته بخطِّه أيضًا: أمَّا أنت، فلم تدركِ ابنَ البخاري، وأمَّا أنا، فقد سمعتُ على خَلْقٍ كثيرين، وأجازوا لي، وهم سمِعُوا على ابن البخاري، وأجاز لهم.

فكتب صاحب الترجمةِ فيما نقلته مِنْ خطه؛ اللَّه المستعان، الخطابُ بقوله: "أنت"، لكاتب الخطِّ الأعلى، وهو الشيخ علاء الدين مُغَلْطاي، شيخ شيوخ كاتب الخط الثاني، وما أدري أي موضع لقوله: "أما أنت وأما أنا". ولم يتقدَّمه في كلام الشيخ ما يقتضي أنْ يَتَعقَّبَ بمثل ذلك. فانظرُوا وتعجَّبُوا. ثمّ إنَّ بين الكتابتين التي (١) بخط مغلطاي قشطًا، ويظهر لي أنه كان فيه واسطة بينه وبين ابن البخاري، لكن ذكر لنا شيخُنا والدُ كاتب الخط الثاني أنَّ مُغلطاي كان يدَّعي في آخر أمره أنَّ ابنَ البخاري أجازَ له، وأنَّ مولده قبل وفاته بسنتين، وكان شيخُنا يذكرُ ذلك عنه وينكره، واللَّه أعلم.

[تعقُّبه الحافظ ابن رجب الحنبلي]

ومنه وقد وقف على حواشي كتبها ابن رجب على نسخة من "القراءة خلف الإمام" للبخاري (٢) فيها وصفُه له بالميل ونوع هوى وغلبةِ التَّعصُّب، وأنذَ عليَّ بن المديني ليس بفقيه، ولو لزم البخاريُّ أحمدَ وتفقَّه به، كان خيرًا له مِنْ لزوم علي بن المديني وتخبيطه، إلى غير ذلك.

فكتب شيخنا ما نصه: الحواشي التي فيه بخط الشَّيخ زين الدين بن رجب الحنبلي البغداد نزيل دمشق. ولقد أظهر فيها مِنَ التَعصُّب والتَّهوُّر ما كان ينبغي له أن يتنزَّه عنه. ولكن مَنْ يبلغ به الغضبُ إلى أن يقول في علي بن المديني: [إنه] ليس بفقيه، يسقطُ معه الكلامُ والسَّلام، كأنَّه ما


(١) في (أ): "اللتين".
(٢) وهذه النسخة محفوظة في مكتبة الفتح في تركيا برقم (١١٣١)، وهي في غاية النفاسة، عليها سماعات كبار العلماء؛ مثل الحافظ المزي وابنته زينب وزوجها الحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر وعبد الرحمن القلقشندي وغيرهم.