للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد طال تعجُّبي مِنْ شيخنا فيما اعتمده مِنْ ذلك. فما كان يضُرُّه لو قال في خطبته: إنه التقطه مِنْ تصنيف مَنْ سبقه إليه. أتُراه ظنَّ أنَّ "طبقات" تاج الدين تُدْفَنُ معه في القبر فلا تظهر؟ وما جوَّزَ قطُّ أن ينقُل منها نسخةً أخرى، إن هذا لشيءٌ عجيب!

قال: ولم أقف على "طبقاته" التي هذه فإن عليها. وأظنُّها ملخَّصةٌ مِنْ "الطبقات الكبرى"، ومن "طبقات الإسنوي"، والعلم عند اللَّه تعالى. انتهى.

وقد وقفت على "الطَّبقات" المشار إليها (١) بخطِّ فقيه صاحب الترجمة، الشيخ صدر الدين السَّفطي في مجلد لطيف، والمجلد الثاني -وهو بخطه أيضًا- اشتمل على "الذَّيل" الذي كتبَ عليه شيخُنا ما قدَّمتُه، وعلى "طبقات القراء" وغير ذلك مِنْ تصانيف ابن الملقن.

[[الإجابة للزركشي]]

وكذا قرأت بخطه -[أعني صاحب الترجمة] (٢) على "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" للزركشي ما نصه:

أصلُ هذا التصنيف للأستاذ الجليل أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي بن طاهر البغدادي، الفقيه، المحدث، المشهور. رأيته في مجلَّدةٍ لطيفة، وجُملَةُ ما فيه منَ الأحاديث خمسةٌ وعشرون حديثًا. وكان الكتاب المذكور عند القاضي برهانِ الدين بن جماعة، فما أدري: هل خَفِيَ عليه وقتَ تقديم هذا له أو أعلمه به؟ نعم، لمصنف "الإجابة" حُسْنُ التَّرتيب والزِّياداتُ البيِّنَةْ والعَزْو إلى التَّصانيف الكبار، والأول -على عادة مَنْ تقدم- يقتصر على سَوْقٍ الأحاديث بأسانيده إلى شيوخه. وجُمْلَةُ مَنْ أخرج ذلك عنه مِنْ شيوخه نحوٌ مِنْ ثلاثين شيخًا مِنْ شيوخ بغداد، ومصر وغيرهما، ولا يعزو التَّخريج إلى أحد.


(١) في (أ، ح): "الكتاب المشار إليه".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).