للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشِّهاب التَّروجي]

ومنهم الشهاب أحمد بن عمر بن أحمد التَّرْوجي، فأنشدني مِنْ لفظه لنفسه (١).

جمالُ أحمدَ جاءت فيه آياتُ ... وفي معانيه قد صحَّت رواياتُ

وفي محاسِنِه الحسناء قد وردت ... أخبارُ صِدْقٍ وفي المعنى (٢) حكاياتُ

فالحُسْنُ إمِّا أتَى في واردٍ حَسَن ... دليله أو عزيز فيه غاياتُ

وإن تسل عنه في شأن وفي شِيَمٍ ... وفي معانٍ فما تخفى الدِّلالاتُ

للشمس والبدر في حَالَيْ كمالِهِما ... مِنْ حيث لا عارضٌ منه استعاراتُ

والغُصْنُ فيه قِوَامٌ منه مكتَسَبٌ ... فإن يَمِلْ، فلمَيْلِ الغُصْنِ عاداتُ

فما على عاشقٍ يهواه مِنْ حرج ... يومًا وقد لعِبَتْ فيه الصِّباباتُ

لو أتلف النفس فيه ثَمَّ لا سرفٌ ... يُرمى به إذ تمنِّيه المنياتُ

وقد أقولُ لِمَنْ أضحت محاسنُه ... مِنْ حُسنه ولها فيه أماراتُ

سَنَا مُحَيِّاكَ إن يبدو لناظره ... ما في معانيكَ تحكيه الثَّنيَّاتُ

والثغر فيه عقودُ الدُّرِّ قد نُظِمَتْ ... لكنْ جَلَتُه لأهليها السَّنيَّاتُ

فيعبَق المِسْكُ منها وهي باسمةٌ ... لِمَا بحاجِرهَا هبَّت نُسَيْماتُ

كأنها بين جناتٍ تطيبُ بها ... إذا تعاهدها الياقوتُ أوقاتُ

قد شقَّ منها ضياء الفجر حين جلا ... جُنْحَ الظَّلام مصابيحٌ جليَّاتُ

وأصبح الروضُ بالأزهار (٣) مبتسمًا ... لما عليه بكت سحبٌ شَجِيَّاتُ

وأضحتِ الأرضُ تهتزُّ الغصونُ بها ... كأنما سَقْيُها المعتادُ راحاتُ


(١) ذكر المصنف البيتين الأولين في ترجمة التروجي من الضوء اللامع ٢/ ٥١، وقال: وسقتها بتمامها في "الجواهر".
(٢) في (ط): "المغني"، تحريف.
(٣) "بالأزهار" ساقطة من (ب).