للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به على الصِّحَّة، كانت المنحة عنده على تلك الفوائد.

هذا، ومصنَّفات الغيرِ في بقية العلوم، فقد تكرَّر وقوفُها له بالأوراق، حتى رَفَع عنها مظالم الإشكال، وطوّق أجيادَ طُروسِها مِنْ سطورِ تنكيته باطواق.

فلينظر فيما فوَّضْنَا إليه، فإنه -بحمد اللَّه- أهلُ النَّظر والبصيرة. وقد رجَوْنَا أن تكونَ ولايَتُنا له عند اللَّه نعمَ الذَّخيرة. والوصايا كثيرة، ولكن مثل رشيد رأيه لا يدلُّ على صواب. فإنَّه الحاكم الذي إذا حكم في كتابه، عُوِّذ المسلمون بـ {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: ١، ٢] وما أحقه بقول الفاضل: "وقَرَّت به العُيونُ، وأقرَّت الألسنة". وسارت فضائل هذا الشهاب مسيرَ الشَّمس، فملأت النَّواظر والأمكنة. وتعالى المادح في صِفاته، فكانت أكثرَ مِنْ دعواه البيِّنة. ولقد قال العدو فيه ما قاله الوليِّ، وأشبهت به صدورُ الكتب صدورَ الغانيات بما فيها منَ الحُلِيِّ (١). وقد أعادَ على الإِسلام زمانَ السَّلف الصالح، وأشرقَ سعدُ سُعودِ شهابه، فاستعمل للأعداء سعدَ الذَّابح. وتحصَّنت سماءُ الدِّين به فوقَ سماء الدُّنيا، فما استطاعها ذمُّ النَّابح.

واللَّه تعالى يُديمه شهابًا يحرِقُ به المرَدَةَ مِنْ أعداء هذا الدِّين، ويبقيه خاتمة لِمَنْ سلفَ مِنَ الأئمة. وختامُ هذا الدعاء يحسُن بآمين.

[[أبو بكر الزبيدي]]

ومنهم: الرضي أبو بكر بن أبي المعالي الزَّبيدي، ستأتي في الألغاز (٢) أبياتٌ قدَّمه فيها على الفاضل وابن الأثير.


(١) في (أ): "الحلة"، تحريف.
(٢) ٢/ ٨٠٦.