للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صائبُ الرأي في الأمور جميعًا ... كاشفُ المُشكلاتِ في الآفاقِ

قد مُلي صدرُهُ جواهرَ علمِ ... لم يزل نورُها له في ائتِلاقِ

غامضات العلوم في كلِّ فنٍّ ... خاضعاتٌ لديه بالأعناقِ

وهو أذكى بديهةً مِنْ إياسٍ ... وهو أسخى مِنَ الحيا الغيداقِ

عوَّد المعتفين ألَّا يعودُوا ... لابِسِي منه حُلَّة الإخفاقِ

يطعمُ اللَّحمَ والثَّريدَ إذا المَحْـ ... ـلُ على النَّاسِ دائمُ الإطباقِ

أرتجي مِنْ غمامِ كفَّيه جودًا ... مُستهلَّا بالتِّبْرِ والأوْراقِ

يحسُنُ المدحُ فيه دأبًا ويحلو ... وهو فيما سواه مرُّ المذَاقِ

أيُّها السيِّدُ المرجَّى لكشفِ الضُّـ ... ـرِّ عنا وضيقِه الإملاقِ

أنت تِرْبُ النَّدى وربُّ المعالي ... ونفادُ الأموال (١) بالإنفاقِ

ولك السُّؤدُدُ الذي جلَّ قدرًا ... أن يسامى في شامها والعراقِ

أصبح النَّاسُ قائلين جميعًا ... بأقاويل صحَّةٍ واتفاقِ

لو يعود الزَّمانُ جسمًا سويًا ... كنتَ عينًا لوجهه وأماقي

كلُّ مَنْ رامَ في مساعيك سعيًا ... كان فيها سِكَّيتَ يومَ السِّباقِ

دُمْتَ ما دامَ يذبلٌ وثبيرٌ ... في أمانِ المهيمنِ الخلاقِ

[[الإشليمي]]

ومنهم: الزين عبد الغني بن محمد الإشليمي.

فأنشدني يمدح صاحب الترجمة قوله:

أيا بَحْرَ عِلْمٍ زانه الحِلْمُ (٢) والتُّقى ... لك العِزُّ في الدُّنيا وفي يومِ تُبْعَثْ

أراد بك الأعداء سوءًا بجمعهم ... فلا تخشَ منهم، كلُّ جَمْعٍ مؤنَّثُ


(١) في (أ، ط): "الأمور".
(٢) في (ط): "العلم".