للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجهَّزَها سلطانُ مصرَ هديةً ... إليهم فأنبتَ عَنْ خيولِ ونَقْدينِ

إلى الغرب سارت ثم للنَّبْكِ (١) سافرت ... وفي يَمَنِ حلَّت وصارت إلى الصِّينِ

فعش آمنا يا حافظَ العصرِ وابتَهِجْ ... بفتحٍ له ختم على عَيْنِ ذي رَيْنِ

وباكِرْ لبكرٍ في حماكَ تنزَّهَت ... بمدحك عَنْ إيطاء مدحٍ وتضمينِ

ودع أيِّمًا أضحت لها فيك ضَرَّةً ... فبالفرقِ بان الصُّبحُ منها لذي عَيْنِ

فلا زلت ذا جاهٍ وجُودٍ وسُؤدَدٍ ... وحُكمٍ وتأليفٍ وعزٍّ وتمكينِ

وأختمُ مدحي بالصَّلاة مسلِّمًا ... على خيرِ مبعوثٍ مِنَ الحَوْضِ يسقيني

صلاةً تريني بُعد جسميَ من لظًى ... ومِنْ جنَّةِ الفردوس في الحشر تُدنيني

وله في "الفتح" أيضًا [مما أرويه عنه] (٢):

يا طالبَ العلمِ إن أنهيتَه نظرًا ... فعُد إليه ولا تَجْنَح (٣) إلى الضَّجرِ

فالنَّاسُ للبحرِ وافوا بَعْد بُعدِهم ... والبحرُ في مصرَ قد وافاك مِنْ حَجَر

وقوله فيه أيضًا:

إذا تأمَّلت معناه مُطالعةً ... تجده بحرًا صفا في العلم أوْ رَاقَا

وإنْ تأمَّلتَه لفظًا وجدت به ... ثمارَ روضٍ فزانت فيه أوراقا

[[مجد الدين ابن مكانس]]

ومنهم: المجد فضل اللَّه بن مكانس، كما سيأتي في الألغاز (٤)


(١) في (ب، ط): "للَّنك".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٣) في (أ): "تحتج".
(٤) هو فضل اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق، ويعرف بابن مكانس (الضوء اللامع ٦/ ١٧٢) وانظر ما يأتي ٢/ ٨٢٤ - ٨٣٠ من ألغازه لصاحب الترجمة وجواب الأخير عليها.