للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكذا ولي تدريس الفقه بالكهاريَّة، ورغب عنه للبدر بن الأمانة أيضًا.

[وأظن شيخنا تلقَّاه عن النُّور الرشيدي، وهو عن الكمال الدَّميري، فان الكمال تلقَّاه بعد موت شيخه البهاء أبي حامد أحمد بن السُّبكي، وهو عن أبيه التَّقي] (١).

وولي تدريس الفقه بالمؤيدية أول ما فُتحت في ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، فلمَّا استقرَّ في القضاء، أنهى الشيخ شمس الدين البرماوي إلى السُّلطان أنَّ شرط المؤيد أن لا يكون المدرس بمدرسته قاضيًا، وأعانه قوم آخرون، فانتزع التدريس المذكور مِنْ صاحب الترجمة، ودرس فيه يسيرًا، حتى أظهر كتاب الوقف، وليس فيه ذكر للشرط المذكور، فاُعيدَ لوظيفته، وعُوِّضَ البرماوي بأن ينوبَ عن عليِّ حفيد العراقي في جهاته بثلث المعلوم، فباشر ذلك.

ولما أُعيد التدريسُ لشيخنا، أنشد الشّمس محمد بن علي الهيثمي (٢) قوله التالي لبيت ما أحببتُ ذكره من أجل البرماوي لجلالته وعلمه:

وأعاد أشرف عالمٍ سلطانُنا ... فادعوا بنا للأشرفِ السُّلطان

واستمرَّ بيده حتَّى مات، فقرَّر فيه أحد جماعته العلامة جلال الدين المحلي، وصار لشيخ شمس الدين بن المرخِّم.

واستقر في تدريس الفقه بالخرُّوبية البدرية بمصر، رغب له عنه المحب محمد بن علي بن أحمد البكري؛ عُرف بابن أبي الحسن، في ثامن عشر رمضان سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بعد نحو شهرين (٣) مِنَ استقراره فيه، فإنَّ المحبَّ استقرَّ فيه برغبة الشيخ عبد السلام بن داود القدسي في خامس عشر رجب من السنة.


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) في (ب، ط): "وأنشد بعضهم".
(٣) "شهرين" ساقطة من (أ).