للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خُلعة الخليفة وكتابٌ لمن بالقاهرة باستقرار الخليفة في السَّلطنة، أرسلوا بالكتاب لصاحب الترجمة بالجامع الأزهر، فقرأه على المنبر وقت الجُمعة، وكذا فعل غيرُه مِنْ أعيان الخطباء.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري ربيع الآخر سنة تسع عشرة، وكان عقب موت شيخه فريد العصر العز محمد بن أبي بكر بن جماعة، فإنه توفي يوم الأربعاء، وصُلِّي عليه صبيحة يوم الخميس، فأورد صاحبُ الترجمة في خطبته قول ابن الحنفيَّة لمَّا مات ابن عباس رضي اللَّه عنهم: مات -واللَّه- اليوم حَبرُ هذه الأمَّة، فقال: [ولقد دفنَّا بالأمس عالم هذه الأمَّة] (١)، أو كما قال.

وبواسطة كونه كان خطيبه، كان يكثر الصلاة على الغائبين من العلماء والصَّالحين، حيث يشير بذلك لمعرفته بمنازلهم، فكان ممَّن صلَّى عليه صلاة الغائب العزُّ أبو البقاء محمد بن خليل الحاضري الحنفي، الذي قال فيه البرهان الحلبي الحافظ: لا أعلمْ بالشَّام كلِّه في مجموعه مثله] (٢).

وفي رجب من السنة، أمر السلطانُ الخطباء، إذا وصلوا إلى الدعاء إليه في الخطبة أن يهبطوا مِنَ المنبر درجةً أدبًا، ليكون ذكرُ اللَّه ورسولِهِ في مكان أعلى مِنَ المكان الذي يُذكر هو فيه، ففعل صاحب التَّرجمة ذلك بالجامع الأزهر، وكذا غيرُه مِنَ الأعيان، لكنه ما تمَّ، وكان مقصدُ السلطان في ذلك جميلًا.

ولمَّا سافر المؤيَّدُ لتمهيد البلاد الشمالية (٣) في سنة عشرين، وورد كتابه من حلب بشرح سيرته في السَّفرة المذكورة في بلاد الرُّوم وما ملك مِنَ القلاع التي لم يملكها أحدٌ مِنَ التُّرك قبله وغير ذلك، قرأه صاحبُ التَّرجمة في الجامع الأزهر، وكان يومًا مشهودًا، وصلى للناس في الجامع الأزهر صلاة الكسوف في ثالث عشري ربيع الأول على الوصف المعروف في الأحاديث الصحيحة. بركوعين مطوَّلين، وقيامين مطولين (٤)، وكذا في


(١) و (٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٣) في (ب): "الشامية".
(٤) "مطولين" ساقطة من (أ).