للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد، فقد وقفت على هذه الفوائد البديعة، الناشئة عن الهمة الرفيعة، فعرفت أنها جمع لا نظير له، يقرع السمع. . . . . . . (١) وضوابط للعقول السليمة في ميادين الفهوم الصحبحة، وروابط تؤذن بأن جامعها فاق مَنْ سبق إلى ضبط ذلك، اطّلاعًا وانتقادًا، وفات لحاقه من يجيء بعده طردًا واطّرادًا، فعلمت به أن وحي التأمّل (٢) لم ينقطع، وأنَّ اللَّه تعالى بقدرته يدّخر للمتأخر ما لم يقف عليه المتقدِّم وإن كان يبذُل الوُسْعَ حين يطلع، فاللَّه يُديم عليه نعمه تترى، ويجمع له بين خيري الدُّنيا والأخرى، ويسوق له أعناق السَّعادة في الدَّارين فرادى وزمَرًا، ويسلمه حيث حلَّ سفرًا وحضرًا. آمين آمين.

ومنه ما كتب به على تصنيف صاحبنا العلامة عز الدين حمزة الحسيني الدمشقي أحد تلامذته [في "تتمة خبايا الزوايا"] (٣). . . . . . (٤)

[[تقريظ في منظومة الشغري في النحو]]

ومنه ما كتبه على "منظومة في النحو" لأبي العباس الشغري:

وقفت على هذه المنحة السَّنِيَّة، واللَّمحة العربية، والدِّمنة الغزلية، فأعجبني انسجام ألفاظها، واشتقاق معانيها، وشدة أربها، وقوة مبانيها، وعلمت أنَّ مثلها لا يتأتَّى إلا ممَّن مارس العلوم، وبهر في المنثور والمنظوم، فدعوتُ لمصنِّفها بالإعانة على حلَّ رموزها، وفتح مُقفلها بإظهار كنوزها، ليجمع بين العلم والعمل به، وليشتهر بالفضل في مشرقه ومغربه.


= سنة ٨٥٨ هـ. انظر الضوء اللامع ١/ ١٠٠ - ١٠١، ففيه إشارة إلى تقريظ الحافظ ابن حجر لهذه الرسالة التي سماها السخاوي: "جزء في مسائل تكون مستثناة من قاعدة لا ينسب لساكت قول".
(١) بياض في الأصول.
(٢) في (ط): "التأويل".
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٤) بياض في الأصول.