للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد، فقد وقفتُ على هذا العقد الفريد، والدُّرِّ النِّضيد، والتحرير المجيد لتلاوة القرآن الحجيد، فوجدتُه مجموعًا جموعًا، وحاويًا لأشتات الفضائل، وللحشو والإسهاب منُوعًا. فاللَّه يَجزي جامعَه على جمعه جوامع الخيرات، ويُسكِنُه أعلى الغُرُفات، المعدَّة لمن كان لربِّه مطيعًا.

[[تقريظ تحفة الأنفس الزكية لأبي حامد القدسي]]

ومنه علي "تحفة الأنفس الزكية في سير الملوك المرضية" لأبي حامد القدسي، قدَّمه للظاهر جقمق، ونصُّه:

وقف الفقيرُ مسطِّرُ هذه الأحرف على هذه التُّحفة الشَّريفة، وتصفَّح صفحات هذه السِّيرة الظريفة، واستنشقَ نفحاتِ هذه الرِّياض الزَّاهرة، واستضاء بلمحات هذه الأنوار الباهرة، فوجد المُخبَرَ زاد على الخَبَر والعيان طابق البصيرة فابتهج بالنَّظر. وكيف لا، ومنشىءُ هذه الفكرة البديعة رأسُ جمع البلاغة، ومرصِّعُ هذه الدُّرر أهل له صناعة الصياغة. وقد ازدادت زواهرُ جواهره بشرف مَنْ أُنشئت مِنْ أجله, واتَّصل حبلُها الأقوى بسبب متمكِّن مِنْ حبله، وهو المقام الشريف السلطاني، ظِلُّ اللَّه في الأرض، والواجب له الطَّاعة على كل مَنْ تطاول في الانتماء إليه، فأمِنَ على نفسه في هذه الدار ويوم العرض، القائم بما شَرَعَ اللَّه تعالى لعباده مِنَ السُّنة والفرض. والعِلْم محيطٌ بأنَّه أحاط بأصول العلوم، دقيقها وجليلها، لكن قد أمر اللَّه نبيِّه وحبيبه وصفيِّه بالذكرى، وجرى على هذا السَّنَن مَنِ اتَّبع أمرَه العليَّ، ففاز بالنَّجاة في الدنيا والأخرى إن شاء اللَّه تعالى (١).

[[تقريظ كتب السخاوي]]

ومنه ما كتب به على أول شيء خرجتُه في ابتداء الطلب:

وقفت على هذا التخريج الفائق، وعرفت من اللَّه على عباده بأن ألحَقَ الأخيرَ بالسَّابق. ولولا ما أفرط فيه من الإطراء فيَّ لما عاقني عن الثناء عليه


(١) من قوله: "ومنه على زهر الربيع". إلى هنا لم يرد في (ب) حيث ألحقه المصنف بخطه في ورقة منفصلة من نسخة (ح).