للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سندًا. إلا إن حصلت السلامة منه غالبًا من الخطأ في الإعراب، وأما الخطأ في أسماء الرواة، فلا يأمن منه غالبًا إلا من أكثر القراءة والسماع، ومارس ذلك، وأكثر منه، وإلا فهو شيء لا يدخلُه القياس، فيقابَل خطأ هذا في الأسماء بخطأ هذا في الكلمات إن اتفق وقوع ذلك من كلٍّ منهما، ويبقى للراوي علوُّ الرواية، فيتقدم (١) بها. وأما مَنْ جمع الأمرين فهو الكامل. وأقل ما يكفي من يريد قراءة الحديث أن يعرف من العربية أن لا يلحن، ويمارس أسماء الرجال، بحيث يأمن التصحيف فيها، وتكون له مَلَكَةٌ في قراءة الخطوط، ولو تنوعت، ومن قصَّر في واحد من الثلاثة أثّر فيه تأثيرًا ظاهرًا، ومن زاد بحيث كانت له معرفة (٢) بشيء من معاني الحديث، كان أرفع درجة. انتهى.

[مَنْ يُطلق عليه لقب المحدث]

والمنقول عن المتقدمين في سعة الحدّ فيمن يُسمّى محدثًا، كقول أبي بكر بن أبي شيبة الذي ساقه أبو سعد بن السَّمْعاني في "آداب الإملاء والاستملاء" بإسناده إلى أبي زُرْعة الرازي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يُعدَّ صاحب حديث.

وأخرجه الخطيب في مقدمة "الجامع" أيضًا.

وعنده من طريق أحمد بن العباس النَّسائي، قال: سألت الإمام أحمد عن الرجل يكون معه مائة ألف حديث: أيقال له صاحب حديث؟ فقال: لا، قلت: فمائتا ألف حديث؟ فقال: لا، قلت: فثلاثمائة ألف حديث؟ فقال بيده كذا، يروح يمنةً ويسرةً.

ونحوه ما في مقدمة "الكامل" لابن عدي من جهة النُّفَيْلي، قال: سمعت هُشيْمًا يقول: مَنْ لم يحفظ الحديث، فليس هو مِنْ أصحاب


(١) في (ط): فيقدم.
(٢) من هنا إلى قوله: رآه بهذا الوصف ص ٨٣ لا بوجد في نسخة (ح) حيث فقدت الورقة من أصل المخطوط.