للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان فيه أمرًا عجبًا، وكذا قرأ عليه الشيخُ شهابُ الدِّين بن أسد في "العجالة" "شرح المنهاج" لشيخه ابن الملقِّن أيضًا.

ومن قبل ذلك قسم "المنهاج" بالمدرسة المنكوتمرية، وكان أحدَ القُرَّاء فيه الشريف النقيب جلال الدين الجرواني.

[ورأيت القاضي برهان الدين بن ظهيرة المكي يرجِّحُ دروسه الفقهية التي أخذها عنه سنة خمسين على دروس غيره ممن أخذ عنه، خصوصًا إذا طالع. وهذا لا يتوقَّفُ فيه إلا مِنْ لم يُكْثِرْ مِنْ مخالطته، أو غلب عليه الهوى، "فحبُّك الشَّيءَ يُعمي ويُصِمُّ"] (١).

وأما أصول الفقه:

ففيما كتبه على "جمع الجوامع" مَقْنَعٌ عن إثبات شيء منه هُنا، ولوفور جلالته فيه، التمس منه صاحبُنا الشيخُ شهاب الدين البيجوري قراءة شيءٍ مِنْ كتبه عليه، فقال له على سبيل التواضع أيضًا: قُصارى أمري أن أتفرغ للقيام بما يُقال إنَّني أعرفُه، وهو الحديث.

ثم إنَّه كان يحكي عَنْ بعضهم أنَّه كان يقرأ على العلَّامة عز الدين ابن جماعة في فُنون الحديث، وعلى العلامة الحافظ وليّ الدين ابن العراقي في أُصول الفقه، وكان يقال (٢): لو عكس لكان أولى.

قلت: ونحوه قراءة الشيخ سيف الدين الحنفي لشرح "ألفية" (٣) العراقي على القاضي محب الدين البغدادي الحنبلي، وتركُه أخذه له عَنْ صاحب الترجمة، بل وعن فقيه مذهبه السراج قارىء الهداية، فإنَّه كان يُقرئه أيضًا. هذا مع كون المحبِّ لم يأخُذْه عَنْ مؤلفه. وكذا التمس منه الشهاب المذكور قراءة شرحه للأبيات العروضية، وما علمت هل قرأ أم لا؟


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)،
(٢) في (ط): "يقول".
(٣) في (أ): "الفقه"، خطأ.