للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الايجاز بالحذف:]

- الايجاز بالحذف: وهو ما يحذف منه المفرد والجملة.

- ما لا يحذف منه شئ، وهو ضربان:

الأول: ما ساوى لفظه معناه ويسمى التقدير.

الثانى: ما زاد معناه على لفظه ويسمى الإيجاز بالقصر.

وقسم الإيجاز بالقصر إلى نوعين:

أحدهما ما دل لفظه على محتملات متعددة، ويمكن التعبير عنه بمثل ألفاظه وفى عدتها. ومنه قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى. فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ. وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى» (١). فقوله: «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» من جوامع الكلم التى يستدل على قلتها بالمعانى الكثيرة، أى غشيهم من الأمور الهائلة والخطوب الفادحة ما لا يعلم كنهه إلّا الله ولا يحيط به غيره. ومنه قوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» (٢)، فجمع فى الآية جميع مكارم الأخلاق، لأنّ فى الأمر بالمعروف صلة الرحم ومنع اللسان عن الغيبة وعن الكذب، وغضّ الطّرف عن المحرمات وغير ذلك، وفى الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم وغيرهما.

ومثاله قول السموأل:

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

فانّ هذا البيت قد اشتمل على مكارم الأخلاق جميعها من سماحة وشجاعة وعفة وتواضع وحلم وصبر وغير

ذلك، فانّ هذه الأخلاق كلها ضيم النفس لأنّها تجد بحملها ضيما أى: مشقة وعناء.


(١) طه ٧٧ - ٧٩.
(٢) الأعراف ١٩٩.

<<  <   >  >>