للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جائز شرعًا لإخلاله بالتوحيد وهو آكد حق الله على العبيد.

ولو أن شركًا لفظيًا نحو هذا صحب ذكر الله على الذبيحة لحرم أكلها واعتبرت كالميتة ولو كان المذكور مع اسم الله رسولًا أو مَلَكًا أو كائنًا غير اسم الله -عَزَّ وَجَلَّ-.

إننا مع تقديرنا للعروبة والوطن اللذين تكتنفها تشريعات الله تعالى وتعليماته السامية -مع تمجيدنا لها، ودعوتنا لنصرهما- لا نرى بالتسمية بهما سائغة، لما فيها من خدش التوحيد، وجرحه، والتوحيد ركن الله الشديد، وعماده الأقوى، وهو أعظم مطلوب ابتعث الله عليه كل نبي مرسل."انتهى من كتاب ردود على أباطيل"

أقول: وجدت في الكتاب المذكور أخطاء شركية تعارض التوحيد، وذلك حينما سُئل: هل هناك أقطاب وأبدال وأغواث؟

فقال: نعم هناك أقطاب وأبدال وأغواث، ولكن لا يسمى الغوث غوثًا إلا حينما يُلتجأ إليه .. وهناك شرك أكبر وقع فيه كثير من الصوفية، فالأبدال والأغواث يلتجئون إليهم عند الشدائد، ويستغيثون بهم عند المصائب، والله تعالى يرد عليهم حينما قال عن الصحابة:

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} "الأنفال ٩"

{وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ} "التوبة ١١٨"

فالمغيث والملجأ هو الله وحده وقد طلبت من ولده عبد الرحمن أن يعلق على الكتاب فرفض وقال: أبي يتحمل المسئولية.

١٨ - الخطأ: (الرجل الفلاني لا يستحق الخير أو الشر)

هذا اعتراض على الله تعالى بأنه غير عادل وحكيم ينزل الشر على من لا يستحق، أو يعطي الخير لمن لا يستحق، وربما يؤدي هذا الإعتراض إلى الكفر الذي يخرجه من الإِسلام، لأن الشر والخير قد يكون ابتلاء من الله كما قال الله تعالى:

{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} "سورة الأنبياء ٣٥"

الصواب: (الرجل الفلاني ابتلاه الله ليَختبره): قال الله تعالى:

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} "سورة البقرة ١٥٥ - ١٥٧"

<<  <  ج: ص:  >  >>