للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا موقف الرسل جميعًا من الدعوة إلى التوحيد، وهذا هو موقف أقوامهم المكذبين المفترين.

٤ - وفي عصرنا الحاضر حينما يدعو المسلم إخوانه إلى الاخلاق والصدق والأمانة لا تجد معارضًا له، فإذا قام يدعو إلى التوحيد الذي دعت إليه الرسل وهو دعاء الله وحده، وعدم سؤال من سواه من الأنبياء والأولياء الذين هم عباد الله قام الناس يعارضونه ويتهمونه بتهم كاذبة، ويقولون عنه (وهابي)! ليصدوا الناس عن دعوته، وإذا جاءهم بآية فيها توحيد قال قائلهم: (هذه آية وهابية)!!

وإذا جاءهم بحديث: ". . وإذا استعنت فاستعِن بالله" "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

قال بعضهم: (هذا حديث وهابي)!

وإذا وضع المصلي يديه على صدره، أو حرَّك أصبعه في التشهد، كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال الناس عنه وهابي!!

فأصبح الوهابي رمزًا للموحد الذي يدعو ربه وحده، ويتبع سنة نبيه، والوهابي

منسوب للوهَّاب. وهو اسم من أسماء الله الذي وهب له التوحيد، وهو أكبر نعمة من الله على الموحدين.

٥ - على دعاة التوحيد أن يصبروا، ويتأسوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال له ربه:

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}. "سورة المزمل"

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}. "سورة الإنسان"

٦ - على المسلمين أن يقبلوا دعوة التوحيد، ويحبوا دعاته؛ لأن التوحيد دعوة الرسل عامة، ودعوة رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمن أحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب دعوة التوحيد، ومن أبغض التوحيد فقد أبغض الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>