للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى: عده التمائم من البدع، مع أنها قد تكون شركًا إذا اعتقد معلقها أنها تدفع الشر بذاتها، وكذا إذا كان فيها ألفاظ شركية، قال - صلى الله عليه وسلم -:

"إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلة شِرْكٌ" "صحيح رواه أحمد وغيره"

الثانية: إن هذه الطريقة التي وصفها للدعوة مخالفة لطريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالرسول أول ما بدأ بإنكار الشرك، فلبث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد وإنكار الشرك قبل أن يأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج، والنهي عن البدع إنما يكون بعد صلاح العقيدة، بحيث يبدأَ بالأهم فالأهم، بل هذه طريقة جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كل نَبِيٍّ أول ما يبدأ قومه بقوله:

{يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}. [الأعراف: ٥٩]

٨ - يتكلَّم الأستاذ عن الإستعانة بالمخلوق، فيقول:

"إن الإنسان الذي يؤمن بالله ويضمُّ قلبه على توحيده لا يخلو أبدًا في حالات مختلفة من أن ينظر من غير قصد إلى غير الله فيما يطرقُه من أحداث ذلك في الوقت الذي لا يخلى فيه قلبه من ذكر الله والإِيمان بتفرده بالألوهية، ونحن نرى أن مثل هذه الإلتفاتات العارضة لا يمكن أن تقطع الطريق على المسلم، وأن تعزله عن ربه، وتسلكه في عداد الكافرين الملحدين، كما تقول بذلك الدعوة الوهابية، فأي إنسان لا تخف نفسه من غير قصد إلى التماس العون من ذوي الجاه وأصحاب السلطان؟. . .".

إلى أن قال: "فهل لو أُلقي مسلمٍ اليوم في النار، ثم جاءه أحدٌ يَمُدُّ إليه يد الخلاص، أيكون هذا المسلم كافرًا أو ملحدًا إذا قبل العون؟!

إن التوحيد الخالص على الوجه الذي تُصَوِّرُهُ الدعوة الوهَّابية يُحتِّم على مثل هذا الإِنسان ألا يستعين بغير الله.

فكيف الأمر إذن وصاحب الدعوة نفسه قد مدَّ يده إلى أمير العُيينة أولًا، ثم إلى الأمير محمد بن سعود ثانيًا؟!

فهل في هذا ما ينقص التوحيد أو يفسد العقيدة؟! فإن الأخذ بالأسباب أمر يدعو إليه العقل، ويزكيه الدين، وغاية ما في الأمر أن يَضِلَّ بعض الناس عن جهل عن الإتجاه إلى الأسباب السليمة المتَّصلة بالمسببات، وذلك ما يمكن أن نفسر به تعلُّق بعض الجهلة بالأضرحة ونحوها، أنهم ضَلُّوا الطريق، فلم يتعرَّفوا على الأسباب الصحيحة، ومثل هذا يوصف بالجهل، ولا يتَّهم صاحبه بالكفر والخروج عن الدين" اهـ "ص ١٠١"

<<  <  ج: ص:  >  >>