للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عقيدة المسلم]

إن كان تابعُ أحمدٍ (١) متَوهِّبًا ... فأنا المقِرُّ بأنني وهَّابي

أنفي الشريكَ عن الإِله فليسَ لي ... رَبٌّ سِوى المتفردِ الوَهاب

لا قبةٌ تُرجى ولا وثَنٌ ولا ... قبرٌ له سَبَبٌ من الأسباب

كلا ولا حَجَرٌ، ولا شجرٌ ولا ... عين (٢) ولا نُصُبٌ مِن الأنصاب

أيضًا ولست مُعلِّقًا لِتميمَة (٣) ... أو حَلْقة، أو وَدعَة أو ناب

لِرَجاء نفع، أو لِدفع بلِيةٍ ... الله ينفَعني، ويدفَعُ ما بي

والإبتداع وكُل أمرٍ مُحْدَثٍ ... في الدين يُنكره أولو الألباب

أرجو بأني لا أُقاربُه ولا ... أرضاه دِينًا، وهو غيرُ صواب

وأعوذ مِن جهمية (٤) عنها عَتتْ ... بخلافِ كل مُوَّوِّل مُرتاب

والإستواء (٥) فإن حسبيَ قدوةً ... فيه مَقالُ السادةِ الأنجاب

الشافعي ومالكِ وأبي حنيفةَ ... وابن حنبل التقي الأواب

وبعصرنا مَن جاء معتَقِدًا به ... صاحوا عليه مُجَسّمٌ وهَّابي

جاء الحديث بغُربة الإِسلام ... فَلْيَبكِ المحِب لِغُربة الأحباب

فالله يَحمينا، ويَحفَظ دينَنا ... مِن شَرِّ كل مُعانِدٍ سَبَّاب

ويُؤيِّد الدينَ الحنيف بعصبَة ... مُتمَسِّكينَ بسُنة وكتاب

لا يأخذون برأيهم وقياسِهم ... ولهم إلى الوحْيَين خيرُ مآب

قد أخبرَ المختار عنهم أنهم ... غُرَباءُ بين الأهلِ والأصحاب

سَلكوا طريق السالكين إلى الهُدى ... ومَشَوْا على مِنهاجهم بصَوَاب

مِن أجلِ ذا أهلُ الغلُوِّ تنافروا ... عنهم فقلنا ليسَ ذا بعُجاب

نفرَ الذين دعاهم خيرُ الورى ... إذ لَقَّبوه بساحِرٍ كذاب

معَ عِلمِهم بأمانةٍ وديانةٍ ... فيه ومَكرُمة، وصِدق جواب

صلّى عليه الله ما هبَّ الصَّبا ... وعلى جميع الآلِ والأصحاب

الشيخ مُلا عُمران


(١) المراد بأحمد هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) عين ما يغتسلون بها للتبرك والشفاء.
(٣) التميمة: الخرزة ونحوها وتوضع للحماية من العين.
(٤) الجهمية: فرقة ضالة تنكر أن الله في السماء، وتقول إن الله في كل مكان.
(٥) الإستواء: هو العلُو والإرتفاع كما فسّره التابعي مجاهد في البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>