للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا}. "الإسراء: ٨٥"

فالله تعالى هو الذي أعطن آدم وذريته العلم، وأكرمهم بذلك، وأمر ملائكته بالسجود له.

١٠ - اللهم صَلِّ على محمد طِبِّ القلوب ودوائها، وعافيةِ الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وعلى آله وسلم.

أقول: إن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره فهذه الصيغة تخالف قول الله تعالى:

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ}. "يونس:٤٩"

وتخالف قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم فإنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله). "رواه البخاري"

ومعنى الإِطراء: هو مجاوزة الحد أو الزيادة في المدح.

١١ - رأيت كتابًا في فضل الصلوات لشيخ لبناني صوفي كبير فيه هذه الصيغة: اللهم صَلِّ على محمد حتى تجعل منه الأحدية القيومية.

أقول: الأحَدِية والقَيومِية مِن صفات الله الواردة في القرآن قد جعلها هذا الشيخ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

١٢ - اللهم صَلِّ على محمد الذي خلقت مِن نوره كل شيء.

أقول: الشيء يشمل آدم وإبليس، والقردة والخنازير فهل يقول عاقل بأنهم خلقوا من نور محمد؟!

لقد عرف الشيطان خلقه وخلق آدم حين قال في القرآن:

{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}. "ص:٧٦"

فهذه الآية تكذب الصيغة وتبطلها.

١٣ - الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، ضاقت حيلتي فأدركني يا حبيبَ الله. أقول: الجزء الأول من الصلاة صحيح.

ولكن الخطر والشرك في الجزء الثاني. من قوله: (أدرِكني يا حبيب الله)!

وهذا مخالف لقول الله تعالى:

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. "النمل: ٦٢"

وقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ}. "الأنعام:١٧"

<<  <  ج: ص:  >  >>