للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانظر ما أشبه لامهم التي زادوها، بنون اليهود التي زادوها. [نقله محمد الأمين الشنقيطي عن ابن القيم الجوزية]

ومع ما في قولهم استولى، من تحريف فهو يوهم أن الله -تعالى- استولى على العرش من منازع له. وأن العرش لم يكن من ملكه ثم استولى عليه.

[أهمية التوحيد]

١ - لقد خلق الله العالَم لعبادته، وأرسل الرسل ليدعو الناس إِلى توحيده، وهذا القرآن الكريم يهتم بعقيدة التوحيد في أكثر سُوَره، ويُبين ضرر الشرك على الفرد والجماعة، وهو سبب الهلاك في الدنيا، والخلود في نار الآخرة.

٢ - إِن الرسل جميعًا بدؤوا دعوتهم إِلى التوحيد الذي أمرهم الله بتبليغه للناس، قال تعالى: {وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسول إِلا نوحي إِليه أنه لا إِله إِلا أنا فاعبدون}. [الأنبياء: ٢٥]

وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقي ثلاثة عشر عامًا في مكة، وهو يدعو قومه إِلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه، وكان فيما أنزل الله عليه: {قل إِنما أدعو ربي ولا أُشرِكُ به أحدا} [الجن: ٢٠]

ويُربي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أتباعه على التوحيد من الصغر، فيقول لابن عمه عبد الله ابن عباس:

"إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح] وهذا التوحيد هو حقيقة دين الإِسلام الذي بُني عليه، والذي لا يقبل الله مِن أحد سواه.

٣ - لقد علَّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يبدؤوا دعوتهم للناس بالتوحيد، فقال لمعاذ حينما أرسله إِلى اليمن:

<<  <  ج: ص:  >  >>