للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله هؤلاء المشركين بقوله: {وِإذا ذُكرَ الله وحدَه اشمأزت قلوبُ الذين لا يؤمنون بالآخرة وإِذا ذُكرَ الذينَ من دونه إِذا هُم يَستَبْشِرون}. [الزمر: ٤٥]

وقال تعالى يصف المشركين الذين ينكرون التوحيد: {ذلكم بأنه إِذا دُعِيَ الله وحده كفرتم وِإنْ يُشرَكْ به تُؤمنوا فالحكمُ لله العَلِيِّ الكبير}. [غافر: ١٢]

وهذه الآيات وإن كانت في حق الكفار، فإِنها تنطبق على كل من اتصف بصفاتهم ممن يدَّعون الإِسلام، ويحاربون دعاة التوحيد، ويفترون عليهم، ويلقبونهم بالأسماء المنفِّرة، ليصدوا الناس عنهم، ويُنفِّروهم من التوحيد الذي بعث الله الرسل من أجله، ومن هؤلاء من يسمع طلب الدعاء من الله فلا يخشع، وإذا سمع الدعاء من غير الله، كطلب المدد من الرسول أو الأولياء خشع واستبشر!! فبئس ما يفعلون.

[موقف العلماء من التوحيد]

إِن العلماء ورثة الأنبياء وأول ما دعى إِليه الأنبياء هو التوحيد الذي ذكره الله بقوله: {ولقد بعثنا في كُل أمةٍ رَسولًا أنِ اعبدوا الله واجتَنبوا الطاغوت} [النحل: ٣٦]

(والطاغوت: هو كل ما عُبد مِن دون الله برضاه)

ولذلك يجب على العلماء أن يبدؤوا بما بدأت به الرسل، فيدعوا الناس إِلى

توحيد الله في جميع أنواع العبادة، ولا سيما الدعاء الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء هو العبادة". رواه الترمذي وفال حسن صحيح]

وأكثر المسلمين اليوم وقعوا في الشرك ودعاء غير الله، وهو سبب شقائهم، وشقاء الأمم السابقة الذين أهلكهم الله بسبب دعائهم لأوليائهم من دون الله.

إِن موقف العلماء من التوحيد ومحاربة الشرك على أقسام:

<<  <  ج: ص:  >  >>