للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥ - وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلَني يوماً لحاجة، فقلت: واللهِ لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. فخرجت حتى أَمُر على صبيان، وهم يلعبون في السوق، فإذا برسول

الله - صلى الله عليه وسلم - قد قبض بِقفاي مِن ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك.

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: يا أُنَيْس ذهبت حيث أمرتك؟

أنس -رضي الله عنه-: أنا أذهب يا رسول الله!

قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمتُه قال لشيء صنعتُه: لِمَ فعلت كذا وكذا؟ ولا عابَ عَلَيَّ شيئاً قط والله ما قال لي أُفٍّ قط [رواه مسلم]

١٦ - أسَر الصحابة سيداً اسمه "ثُمامة" وربطوه بسارية المسجد، فخرج إِليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"ماذا عندك يا ثُمامة؟ " فقال عندي يا محمد خير، إن تَقتُل تَقتل ذا دم، وإن تُنعم تُنعِم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسَل تُعطَ منه ما شئت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَطلِقوا ثمامة".

فانطلق ثُمامة فاغتسل كم دخل المسجد فقال:

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ مِن وجهك فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ، وما كان من دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين إليَّ، والله ما كان مِن بلد أبغض إليَّ مِن بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد كلها إليَّ، ولما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا ولكني أسلمت. [متفق عليه واللفظ لمسلم باختصار]

[أحاديث في الأخلاق]

١ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً". [متفق عليه]

٢ - "إن من أحبكم إليَّ أحسنَكم أخلاقاً". [رواه البخاري]

<<  <  ج: ص:  >  >>