للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - ومما يساعد على التفسير معرفة قواعد اللغة العربية مما حقه التقديم والتأخير: مثال ذلك قول الله تعالى:

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]

فقدَّم المفعول (إياك) مرة على الفعل (نعبد) ومرة على الفعل (نستعين) للحصر

والاختصاص، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك يا الله، ونخصك

بالعبادة والاستعانة وحدك.

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

قال ابن القيم في مدارج السالكين:

وسر الخلق والأمر، والكتب والشرائع، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين

الكلمتين: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وعليهما مدار العبودية والتوحيد، حتى

قيل:

أنزل الله مائة كتاب وأربعة: جمع معانيها في التوراة والإِنجيل والقرآن، وجمع

معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن. . . وجمع معاني القرآن في الفاتحة في:

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]

[انظر مدارج السالكين لابن القيم باختصار]

من فوائد الآية

١ - إفراد الله بالعبادة: كالصلاة والطواف والحكم ودعاء الله لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

(الدعاء هو العبادة). [حديث حسن صحيح]

٢ - سؤال الله، والاستعانة به، ولا سيما فيما لا يقدر عليه غيره: كشفاء المرض، وطلب الرزق والهداية وغيرها، لقوله - صلى الله عليه وسلم -:

(إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله). [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]

<<  <  ج: ص:  >  >>