للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - إن القائلين بأن الله في كل مكان أي معنا يسمعنا ويرانا فهذا صحيح، وإن أرادوا ذاته في كل مكان فهذا خطأ كبير، لأن هناك أماكن نجسة وقذرة كالحمامات والمزابل، فلا يقول عاقل مسلم بأن الله فيها، تعالى الله عن ذلك.

وبعض المسلمين يقول: إن الله في قلب عبده المؤمن، ويستندون إلى حديث لا أصل له: "ما وسعني سمائي ولا أرضي، وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن". فمن قال إن الله يحل في قلوب الناس فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده.

والصحيح أن الله تعالى على السماء وفوق العرش، والدليل ما يلي:

أ - قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}. [البقرة ٢٩]

حسب تفسير مجاهد وأبي العالية في البخاري: (أي علا وارتفع).

ب - قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - للجارية: "أين الله؟ " فأجابت: (في السماء) قال لها: "من أنا؟ " قالت: (محمد رسول الله)، فقال لصاحبها: "أعتقها فإنها مؤمنة". [رواه مسلم]

يفهم من الحديث: أن من لم يعتقد أن الله في السماء فليس بمؤمن.

(ومعنى في السماء: أي على السماء).

والإعتقاد بأن الله في السماء هو قول الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ومن سار على نهجهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>