للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نبرأها: نخلقها، تأسوا: تحزنوا) (مختال فخور: متكبر في نفسه فخور على غيره) قال ابن كثير: لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم، فإن ذلك ليس بسعيكم وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم، فلا تتخذوا نِعم الله أشراً وبطراً.

وقال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً.

٦ - الشجاعة والإقدام: إن الذي يؤمن بالقدر يكون شجاعاً لا يهاب إلا الله، لأنه يعلم أن الأجل مُقدر، وأن ما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وما أصابه لم يكن لِيُخطئه، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرا.

٧ - عدم الخوف من ضرر البشر: قال - صلى الله عليه وسلم -: " ... واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىءٍ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفّت الصُحف".

(رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)

٨ - عدم الخوف من الموت: وقد نسب إلى علي -رضي الله عنه- قوله:

أيّ يَومَيَّ مِن الموت أفِر ... يوم لم يُقدَر، أم يوم قُدِرْ

يوم لم يُقدَر لا أرهَبُهُ ... ومن المكتوب لا ينجو الحذِر

٩ - عدم الندم على ما فات: قال - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير، احرص على ما ينفعك واستعِن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنّ لَوْ تفتح عمل الشيطان". (متفق عليه)

١٠ - الخير فيما اختاره الله: إذا أصيب المسلم بجرح في يده مثلًا فليحمد الله أنها لم تكسَر، وإذا كُسرت فليحمد الله أنها لم تُقطع، أو لم يكسر ظهره مما هو أخطر، وحدث أن رجلاً تاجراً كان ينتظر طائرة لعقد صفقة تجارية فأذّن المؤذن للصلاة، فدخل ليصلي، ولما خرج وجد الطائرة قدَ أقلعت، فجلس حزيناً على ما فاته، وبعد قليل علم أن الطائرة احترقت في الجو، فسجد شكراً لله على سلامته وتأخره بسبب الصلاة، وتذكر قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (١). (سورة البقرة ٢١٦)


(١) من كتاب أركان الإسلام والإيمان للمؤلف محمد جميل زينو.

<<  <  ج: ص:  >  >>