للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفسرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "ألا إن القوة الرمي". (رواه مسلم)

والرمي تعليمه واجب على المسلمين حسب استطاعتهم، فالمدفع والدبابة والطائرة وغيرها من الأسلحة تحتاج إلى تعليم الرمي عند استعمالها، وليت طلاب المدارس تعلموا الرماية، وأجروا المباريات والمسابقات لاستفادوا في الدفاع عن دينهم ومقدساتهم؛ ولكن الأولاد يضيعون أوقاتهم في لعب الكرة، وإجراء المباريات، فيكشفون الأفخاذ التي أمرنا الإِسلام بسترها ويضيعون الصلوات التي أمرنا الله بالمحافظة عليها.

٤ - وعندما نعود إلى عقيدة التوحيد، ونكون إخوانًا متحابين، ونستعد للأعداء بالسلاح سيتحقق النصر إن شاء الله للمسلمين كما تحقق النصر للرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من بعده ..

قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنْ تنصروا الله ينصُركم ويُثبتْ أقدامكم}.

{سورة محمد: ٧]

٥ - ليس هذا معناه أن هذه المراحل منفصلة، بمعنى أن مرحلة الأخوة لا تكون مع مرحلة التوحيد، فهذه المراحل يمكن أن تتداخل (١).

{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}

هذه الآية الكريمة تبين أن الله تعهد للمؤمنين بالنصر على أعدائهم، وهو وعد لا يُخلَف، فقد نصر الله رسوله في غزوة بدر والأحزاب وغيرهما من الغزوات، ونصر أصحاب رسول الله بعده على أعدائهم، وانتشر الإِسلام وفتحت البلاد، وانتصر المسلمون، رغم الأحداث والمصائب، وكانت العاقبة للمؤمنين الذين صدقوا الله في إيمانهم وتوحيدهم وعبادتهم ودعائهم لربهم في وقت الشدة والرخاء، وهذا القرآن يحكي حال المؤمنين في غزوة بدر، وهم قليل في العدد والعدة، فيدعون ربهم: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. [سورة الأنفال: ٩]


(١) من كتاب الفرقة الناجية للمؤلف محمد بن جميل زينو.

<<  <  ج: ص:  >  >>