للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فوائد القصة

١ - كل مولود يولد على الفطرة، فاقتضت الفطرة السليمة أن تكون مع الحق والخير دائمًا وترفض الشر، فوجَّهتِ الغلام نحو الخير حين سمع الحق من الراهب ونبذت الشر المتمثل في الساحر الكافر.

٢ - لا بأس بالكذب للنجاة من كيد الكافرين عند الضرورة.

٣ - علم الغلامُ بفطرته أن الحق مع الراهب ولكن أراد أن يقيم الحجة (مثل إبراهيم -عليه السلام-) حين أقام الحجة على قومه.

٤ - الدعاء إلى الله أن يظهر له الحق وُيبين له وجه الصواب ويقطع الشك باليقين، وهذا شأن المؤمن يلجأ إلى الله دائمًا لحل مشكلاته.

٥ - إماطة الأذى عن الطريق وتخليص الناس مِن كرب وقعوا فيه، مشروع ومطلوب يؤجَر المسلم عليه، كما صرحت بذلك الأحاديث.

٦ - المؤمن الصادق هو الذي ينسِبُ فعل الكرامة إلى الله وليس إلى نفسه.

٧ - الاعتراف بالفضل ولو إلى غلام صغير: (أي بُني أنت اليوم أفضل مني).

٨ - كل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وصدع بالحق لا بُدَّ من أن يُبْتَلى، فعليه بالصبر، وله الأجر الكبير عند الله.

قال الله تعالى على لسان لقمان يوصي ولده:

{يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ

إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} "لقمان ١٧"

٩ - كل من أخطأ في تعبيره لا يُترك في خطئه، بل يُبين كله وجه الصواب، لا سيما في عقيدة التوحيد، فالغلام يقول للوزير: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى. وهذا مطابق لقول الله تعالى عن إبراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: ٨٠].

١٠ - إن لله رجالًا أقوياء بإيمانهم، فمهما عُذِّبوا لا يرجعون عن دينهم، ولا يُرضون الطغاة بكلمة فيها ضعف أو كفر، ولو حُرِّقوا، أو نُشِروا أو أُغرقوا وهو الأفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>