للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد القصة]

١ - المؤمن يستسلم لأوامر الله، وُيؤثر طاعتَه ومحبتَه على كل شيء، ولو كان الزوجة الصالحة أو الولد الوحيد:

فإبراهيم يُنفذ أمر الله تعالى حينما أمره أن يحمل زوجته [هاجر] وولدها الرضيع [إسماعيل] إلى واد غير ذي زرع، ولا ماء ولا أنيس.

٢ - المرأة الصالحة تستجيب لأمر الله، وطاعة زوجها مع الصبر والإِيمان بالله قائله: (إذن لا يضيعنا الله).

٣ - إبراهيم يترك زوجته الوفية، وولده الصغير في الوادي بعد أن زودهم بكيس من التمر، وسقاء فيه ماء، ثم دعا لهم:

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}. "إبراهيم ٣٦"

وبذلك يعلمنا إبراهيم -عليه السلام- أن نجمع بين الدعاء والأخذ بالأسباب.

٤ - أم إسماعيل تبحث عن الماء عندما نفد من عندها، وتأخذ بالأسباب وتسعى بين الصفا والمروة عدة مرات حتى وجدت الماء [زمزم].

٥ - يجوز للإِنسان إذا سمع صوتًا أن يطلب الغوث والعون كما فعلت أم إسماعيل وهذا من مقدور المخلوق أن يفعل ذلك، بخلاف الميت والغائب.

٦ - إن الله اصطفى آل إبراهيم، وجعل من ذريته الأنبياء والمرسلين، فكيف يَرضى إبراهيم لولده إسماعيل بزوجة لا تحيا بروحها، بل تعيش لجسدها، ولا يهمها إلا الطعام والشراب، فتزدري ضيفها أبا زوجها، فتجحد نعمة ربها، وتشكو سوء معيشتها، لذلك أشار ابراهيم على ولده إسماعيل بفراقها، والتخلص منها.

٧ - الزوجة الثانية لإسماعيل صالحة، تحترم ضيفها، وتشكر نعمة ربها، فلذلك يشير إبراهيم على ولده إسماعيل بإمساكها ورعايتها.

٨ - الطاعة والصبر عاقبة محمودة، وذكرى خالدة، فالمكان الموحش الذي نزلت فيه هاجر أم إسماعيل، وهو مجدب يصبح فيما بعد حرمًا آمنًا، وبلدًا مسكونًا، فيه ماء مبارك [زمزم] تهوي إليه أفئدة الناس، وتأتيه الثمرات، وتقصده الوفود للحج من كل فج عميق، ليستفيدوا في حل مشاكلهم، ويشهدوا المنافع الدنيوية والأخروية.

<<  <  ج: ص:  >  >>