للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصايا لقمان الحكيم لابنه]

قال الله تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه). "لقمان ١٣"

هذه وصايا نافعة حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم:

١ - (يا بُني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم). "لقمان ١٣"

احذر الشرك في عبادة الله، كدعاء الأموات أو الغائبين، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العبادة).

"رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

ولما نزل قوله تعالى: {والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانَهم بِظلم} "الأنعام ٨٢"

شق ذلك على المسلمين، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه:

{يا بُني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم}). "متفق عليه"

٢ - (ووصينا الإِنسان بوالديه حملته أُمه وَهْناً على وَهن، وفصالُه في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير). "لقمان ١٤"

ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين لعظم حقهما، فالأم حملت ولدها بمشقة، والأب تكفل بالإِنفاق فاستَحقا من الولد الشكر لله ولوالديه.

٣ - (وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به عِلم فلا تُطِعهما، وصاحِبهما في الدنيا مَعروفاً، واتبعْ سبيلَ مَن أنابَ إليَّ، ثم إليّ مرجعكم فأُنبئكم بما كنتم تعملون). "لقمان ١٥"

قال ابن كثير:

"أي إن حرصا عليك كل الحرص أن تتابعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنع ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفًا أي محسناً إليهما؛ واتَّبِعْ سبيل المؤمنين".

أقول: يؤيد هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

(لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف). "متفق عليه"

٤ - {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. "لقمان ١٦"

قال ابن كثير: أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل أحضرها الله

<<  <  ج: ص:  >  >>