للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحم الله الشاعر حين قال في صدق المحبة:

لوكان حبك صادقاً لأطعته ... إِن المحب لمن يُحب مطيع

ومن علامة المحبة الصادقة أن تحب دعوة التوحيد التي بدأ بها دعوته، وتحب دعاة التوحيد، وتكره الشرك والداعين إِليه.

[أين الله؟ الله في السماء]

عن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: " .. وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَل (أُحد والجوانية)، فاطلعت ذات يوم، فإِذا بالذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفُون، لكني صككتُها صكَّة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعظَم ذلك عليّ، قلت يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: "ائتني بها فقال لها: "أين الله"؟ قالت في السماء، قال: "مَن أنا قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة". (صككتها: صُربتها ولطمتها) [رواه مسلم وأبو داود]

من فوائد الحديث

١ - كان الصحابة يرجعون عند أي مشكلة ولو كانت صغيرة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعلموا حكم الله فيها.

٢ - التحاكم إِلى الله والرسول- عملًا يقول الله - تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. [النساء: ٦٥]

٣ - إِنكار الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحابي ضربه للجارية وتعظيمه لذلك الأمر.

٤ - العتق يكون للمؤمن لا للكافر، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اختبرها، ولمَّا علم بإِيمانها أمر بإِعتاقها، ولو كانت كافرة لما أمر بعتقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>