للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إذا سألتَ فسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل به هَمٌّ أو غَمٌّ قال:

"يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث". "حسن رواه الترمذي"

ورحم الله الشاعر حين قال:

اللهَ أسأل أن يُفرِّج كربَنا ... فالكربُ لا يمحوه إلا الله

[أهمية التوحيد]

١ - لقد خلق الله الثقلين لعبادته، وأرسل الرسل ليدعوا الناس إلى توحيده، وهذا القرآن الكريم يهتم بعقيدة التوحيد في أكثر من سوره، ويبين ضرر الشرك على الفرد والجماعة وهو سبب الهلاك في الدنيا، والخلود في نار الآخرة.

٢ - إن الرسل جميعًا بدأوا دعوتهم إلى التوحيد الذي أمرهم الله بتبليغه للناس، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. "سورة الأنبياء: ٢٥"

وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقي ثلاثة عشر عامًا في مكة، وهو يدعو قومه إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه، وكان فيما أنزل الله عليه:

{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا}. "سورة الجن: ٢٠"

ويربي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أتباعه على التوحيد منذ الصغر:

فيقول لابن عمه عبد الله بن عباس:

(إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله) "رواه الترمذي وقال حسن صحيح" وهذا التوحيد هو حقيقة دين الإِسلام الذي بُني عليه، والذي لا يقبل الله من أحد سواه.

٣ - لقد علَّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يبدأوا دعوتهم للناس بالتوحيد، فقال لمعاذ حينما أرسله إلى اليمن:

"فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وفي رواية إلى أن يُوحِّدوا الله". "متفق عليه"

٤ - إن التوحيد يتمثل في شهادة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ومعناها لا معبود بحق إلا الله، ولا عبادة إلا ما جاء به رسول الله، وهي التي يدخل بها الكفار الإِسلام، لأنها مفتاح الجنة، وتُدخل صاحبها الجنة إذا لم ينقضها بعمله.

<<  <  ج: ص:  >  >>