للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأركانَ (١). فبينهما عمومٌ وخصوصٌ من وجه (٢).

والحمدُ قد يترتَّب على الفضائِل (٣). والشُّكرُ لا يكون إلَّا للفواضل (٤).

أَلْهمَهُ (٥) المعاني، وعلمه البيان؛ فيه من حُسْنِ المطْلع وبراعةِ الاسْتهلال ما لا يَخْفَى (٦).


(١) وذلك بأن يُثني الشَّاكر على الْمُنعِم باللسان، والاعتقاد، والعمل. وقد جمعها الشَّاعر في قوله:
أفَادَتْكُمُ النَّعمَاءُ مَنِّي ثَلاثةً ... يَدِي، وَلِسَانِي، والضمير لمُحَجَّبَا
(٢) فعلى هذا يكونُ الحمدُ أعمَّ من الشُّكر مورِدًا؛ لوروده على غير الإنعام. واُخصَّ منه مصدرًا؛ لاخْتصاصه باللسان دونه. والعكسُ بالعكسِ.
(٣) الفضائل: جمع فضيلة؛ وهي: الدَّرجة الرَّفيعة، من الفضل ضدَّ النَّقص. ينظر: اللسان (فضل): (١١/ ٥٢٤). واراد بالفضائلِ: الخصال اللّازمة للإنسان غير المتعدية عنه؛ كالعلم والشَّجاعة.
(٤) الفواضلُ: جمعُ فاضلة؛ وهي: اليدُ الجميلة، ومنه أفْضل الرَّجل على فلان وتفضَّل؛ بمعنى: أناله من فضلِه، وأحسنَ إلىه. يُنظرُ: مادَّة: (فضل): اللّسان (١١/ ٥٢٥)، وأساس البلاغة: (٢/ ٢٦). وأراد: الخِصَال المتعدِّية من إنسانٍ، إلى غيره؛ كالعطاء وغيره.
(٥) الإلهام: ما يُلقى في الرُّوع. اللِّسان (لهم): (١٢/ ٥٥٥).
(٦) من ذلك ما ذكره أحدُ شُرَّاح الفوائد الغياثية إذ قال (شرح الفوائِد "مخطوط" مجهول المؤلف؛ ل: ٣): "هذا الطلع يشتملُ على أنواع من الحُسْن:
١ - أنَّه افتتح كلامه. مما افتتح به سبحانه وتعالى كلامَه المجيد؛ الّذي فإنْ حُسْنًا كلامَ البُلَغَاء طُرّا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>