للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّغف من أنَّه عهد إلى العَالِم الرِّياضيِّ الفَلكيِّ نصير الدِّين (١) الطوسيِّ ببناءِ مرصد كبيرٍ ... " (٢).

كما يُذْكرُ عن الظاهرِ بيبرس (٣) -أحدِ ملوك المماليك- وَلَعُه الشَّديد بعلمِ التَّاريخ وميله إلى أَهله ميلًا شديدًا، وكان يَقُول (٤): "سماعُ التَّاريخ أَعظمُ التَّجارب".

وممّا يحسبُ لأولئك السَّلاطين -في هذا المضمار- مِمَّا يدل عَلى اهتمامهم بالنَّشاط العلميِّ -العناية بإنشاءِ المؤسَّساتِ التَّعليميَّةِ من مدارسَ وغيرِها حيثُ حَرص سلاطينُ المماليك وأمراؤُهم على إنشاءِ عددٍ كبيرٍ من المدارسَ، مثل المدرسة


(١) هو أبو عبد الله، نصير الدِّين محمَّد بن محمَّد الحسن الطُّوسيّ، الفيلسوف، كان رأسًا في علم الرّياضي والأرصاد، أعجب به هولاكو فبوّأهُ منْزلةً عالية، وجعل الأموال في تصريفه، وكان يطيعه فيما يشير به عليه، له تصانيف كثيرة، منها: "كتاب التوسّطات بين الهندسة والهيئة"، و"التَّجريد في المنطق"، و"التّلخيص في علم الكلام". توفِّي في بغداد سنة اثنتين وسبعين وستمائة هجرية.
ينظر في ترجمته: الوافي بالوفيات؛ لصلاح الدِّين الصّفدي: (١/ ١٧٩ - ١٨٣)، فوات الوفيات والذيل عليها؛ لمحمَّد الكتبي: (٣/ ٢٤٦ - ٢٥٢).
(٢) المغول في التَّاريخ، د. فؤاد الصياد: (٣٢٤ - ٣٢٥).
(٣) هو الظاهرُ بيبرس بن عبد الله البندقداري: رابع ملوك المماليك البحريَّة؛ كان قائدًا شُجاعًا، له مواقف مشرِّفة ضدَّ التّتار والصَّليبيَين. توفِّي سنة ستّ وسبعين وستمائة.
ينظر في ترجمته: الوافي بالوفيّات: (١٠/ ٣٢٩)، فوات الوفيّات: (١/ ٢٣٥).
ولمعالي الدّكتور: عبد العزيز الخويطر كتاب بعنوان: "الظّاهر بيبرس".
(٤) النُّجوم الزَّاهرة: (٧/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>