للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنيةُ بحسب الادِّعاءِ من جنس السِّباع كان استعارةً، ولَمَّا لم يُطْلق عليه لفظ السَّبع صريحًا؛ بل اسم المنيّة التي هي مُرادفة للسَّبع بحسب دعواه [تكون] (١) بالكناية، وكذا في الرَّبيع والفاعلِ الحقيقيِّ؛ لعدم كنايةٍ فيه، ووجودِ تكلُّفاتٍ -كما ترى-.

وأَمَّا من يعتقده؛ أي: نحو (الرَّبيعُ) فاعل حقيقةً؛ فهو منه حقيقةٌ كاذبةٌ؛ لعدم مُطَابَقته للواقع (٢). ولذلك لَا يُحكمُ فيه؛ في نحو (٣): (أنبت الرَّبيعُ البقلَ)، بحكمٍ؛ من نحو: كونه مجازًا، أَوْ حقيقةً إلا بثبتٍ؛ أي: بِحُجَّةٍ يُعلم منها اعتقادُ المُتكلِّم؛ حتَّى إنْ كان ما أَدَّاه في الظّاهر معتقدًا له كان حقيقةً كاذبةً، وإِلَّا كان مجازًا؛ فلم (٤) يُحمل على المجازِ قولُ أبي النّجم (٥):


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبتٌ من أ، ب.
(٢) في أ، ب: "الواقع".
(٣) في الأَصل: "نوع" والصَّواب من أ، ب.
(٤) هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "فلا".
(٥) هو أبو النَّجمِ، الفضلُ بن قدامة بن عبيد الله العجليّ. أحدُ رجَّازِ الإسلام المقدمين، نبغ في العصر الأموي. وذكر أَنَّه أَبلغُ من العجّاج في النعت. توفّي سنة ١٣٠ هـ.
ينظر في ترجمته: طبقات فحول الشُّعراء: (٢/ ٧٤٥)، الشعر والشعراء: (١٤٢)، الموشّح: (٢٧٤ - ٢٧٥)، سمط اللآلئ: (٣٢٨).
والأبيات من الرجز. وهي في ديوان الشاعر: (١٣٢ - ١٣٣)، وخزانة الأدب: (١/ ٣٦٣)، وشرح شواهد المغني: (٢/ ٥٤٤ - ٥٤٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>