للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانتْ عينَا الكَلِمتين مُتَّحدّتين لكان تجنيس تصحيفٍ، أَوْ لامُهما متّفقتين (١) لكانَ التَّجنيس المضارع، ولَمَّا بقي مُذَبْذَبًا بينهما سُمّس مُشَوَّشًا.

والبيتُ ليس كذلك، ولا عليه إن تركه كما تركَ كثيرًا من أقسامه؛ كالمرفوّ (٢)، و (٣) هو ما كان المركّبُ منها بعضًا من كلمة أخرى؛ نحو: (فهمتُ كتابكَ يَا سيّدي فهمتُ، ولا عجيب أنْ أهيما) (٤) وكغيره ممّا هو مذكورٌ في الكتب المعمولة في الفنِّ (٥).

ويُعدُّ منه، من التَّجنيس، ويلحقُ به شَيْئان ما يجمع الكلمتين (٦) الاشْتِقاق، وهو: أن يجئَ بلفظين يَجْمَعُهما أصلٌ واحدٌ في اللغة، وما يجمعه المشابهة؛ أي: يشبه (٧) الاشتقاق؛ نحو: {قَال إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} (٨)، فإنَّ قوله: {الْقَالِينَ} لم يُشْتق مما اشتقَّ منه، قال: لكن


(١) في ب: "أوْ لأنّهما متّفقتان" ولا وجه له.
(٢) في ب: "كالمرفق". وهو تحريف.
(٣) في الأَصْل: "أَوْ". والصواب من: أ، ب.
(٤) هكذا في الأَصْل. وفي أ، ب: "أتيما".
(٥) هذا الكلام اعتراف من الكرمانيّ بأن شيخه الإيجيّ لم يستقصِ كل ما ذكر في هذا الفن، وكنّا ننتظر من الكرمانيّ نفسه أن يكمل ما تركه شيخه، وأن يفيد مِمَّن جاء قبله، وبخاصّة أنَّه متأخّر وسبقته مؤلّفات بلاغيّة أعطت هذه التّقسيمات حقّها؛ كشروح المفتاح، والإيضاح؛ الّتي اعتمد هو عليها.
(٦) في الأَصْل، ب: "الكلمتان". والصَّواب من: أ.
(٧) في أ: "ما يشبه".
(٨) سورة الشّعراء، من الآية: ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>