للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللطواسي نسخة بخط كَيّسٍ، فكملوها، لأنه مؤلَّف لا نظير له، ولا يكسر الفلاسفة مثله.

ومن الله نسأل المعونة على جَمْع شمل هذه المصالح الجليلة بعد شتاتها، ونعوذ بالله من عوارض القواطع وآفاتها، لأن الفَوْتَ صعب، وغاية التفريط رديّة، وانتهاز الفرص من أهم الأمور وأجْمَعها لمصالح الدنيا والآخرة، وما يعقلها إلا العالمون، وسيندم المفرطون في استدراك بقايا هذه الأمور الكاملة والمقصرون، كما ندم المتخيلون بطول حياة الشيخ والمغترون.

وهذه الأمور التي قد أشرت إليها في هذه الأوراق الخفيفة هي أغلى أبواب النصيحة وأسّها فيما أعلم، لأن الذاهب مضى، والوقت سيف فمنتضى، وكل من ذهب بعده من أكابر الإخوانِ ما عنه عوض، والدهر في إدبار، والشرور في زيادة.

وإذا جمعت هذه المؤلفات العزيزة الكثيرة، ونقل من المسوَّدات ما لم يُنْقَلْ، وقُبِلَ رأيُ أبي عبد الله في ذلك؛ لأنه على بصيرة من أمره، وهو أخبر الجماعة بمظان المصالح المفردة التي قد انقطعت مادتها، وقوبل كل ما يكتب مع أصلح الجماعة، على أصلح النّسَخ، أو على نسخة الأصل، وروجع شيخنا الحافظ جمال الدين (١) الذي هو بقية الخير لثقته وخبرته وشفقته وتحرُّقه على ظهور هذه المواد الصالحة في الوجود، ولسعة علمه وإحاطته بكثير من مقاصد شيخنا المؤلف. وروجع الشيخان الصالحان، الفاضلان المحققان: شرف


(١). الحافظ جمال الدِّين المزي (ت ٧٤٢ هـ).

<<  <   >  >>