للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النار فليدخل أولًا إلى الحمام وليغسل جسده غسلًا جيدًا ويدلكه بالخل والأُشنان ثمَّ يدخل بعد ذلك إلى النار إنْ كَانَ صادقًا.

ولو فرض أنَّ أحدًا من أهل البدع دخل النار بعد أنْ يغتسل فإنًّ ذلك لا يدل على صلاحه ولا على كرامته، بل حاله من أحوال الدجاجلة المخالفة للشريعة المحمدية إذا كَانَ صاحبها على السنة، فما الظن بخلاف ذلك! فابتدر شيخ المُنَيبع الشَّيخ صالح وقال: نحن أحوالنا إنَّما تنفق عند التتر ليست تنفق عند الشرع. فضبط الحاضرون عليه تلك الكلمة، وكثر الإنكار عليهم من كل أحد، ثمَّ اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من رقابهم، وأن من خرج على الكتاب والسنة ضربت عنقه. وصنف الشَّيخ جزءًا في طريقة الأحمدية، وبين فيه فساد أحوالهم ومسالكهم وتخيلاتهم، وما في طريقتهم من مقبول ومردود بالكتاب والسنة، وأظهر الله السنة على يديه وأخمد بدعتهم ولله الحمد والمنة.

أول المجالس الثلاثة لشيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة

وفي يوم الاثنين ثامن رجب حضر القضاة والعلماء وفيهم الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة عند نائب السلطنة بالقصر، وقرئت عقيدة الشَّيخ تقي الدِّين «الواسطية»، وحصل بحث في أماكن منها، وأخرت مواضع إلى المجلس الثَّاني، فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور وحضر الشَّيخ صفي الدِّين الهندي، وتكلم مع الشَّيخ تقي الدِّين كلامًا كثيرًا، ولكن ساقيته لاطمت بحرًا! ! ثمَّ اصطلحوا على أن يكون الشَّيخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلَكاني هو الَّذي يحاققه من غير مسامحة، فتناظرا في ذلك، وشكر الناسُ من فضائل الشَّيخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلَكاني وجودة ذهنه وحسن

<<  <   >  >>