للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طلبه، فجيء به، فقُريء على الناس. فجعل يشكر الشَّيخ ويُثني عليه وعلى علمه وديانته وشجاعته وزُهده. وقال: ما رأيتُ مثله. وإذا هو كتاب مشتمل على ما هو عليه في السجن من التوجّه إلى الله، وأنَّه لم يقبل من أحد شيئًا لا من النفقات السلطانية ولا من الكسوة ولا من الإدارات ولا غيرها، ولا تدنّس بشيء من ذلك.

وفي هذا الشهر، يوم الخميس السابع والعشرين منه، طُلِبَ أخَوَا الشَّيخ تقي الدين: شرف الدِّين وزيْن الدِّين من الحبس إلى مجلس نائب السلطان سلّار. وحضر نائبَ السَّلْطنةِ ابنُ مخلوف المالكيُّ. وجرى بينهم كلام كثير. فظهر شرف الدِّين بالحجّة على القاضي المالكي بالنقل والدليل والمعرفة. وخطَّأه في مواضع ادّعى فيها دعاوى باطلة. وكان الكلام في مسألة العرش ومسألة الكلام، وفي مسألة النزول.

وفي يوم الجمعة أُحْضِر شرف الدِّين أخو الشيخ تقي الدِّين وحده في مجلس نائب السلطنة سلّار، وحضر ابنُ عدلان، وتكلم معه الشيخ شرف الدِّين وناظره وبحث معه، وظهر عليه أيضًا. (١٤/ ٤٥). (١٨/ ٦٧).

سنة (٧٠٧)

استهلت ... والشيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة معتقل بالجب من قلعة الجبل بمصر. (١٤/ ٤٦). (١٨/ ٧٢).

وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر اجتمع قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جماعة بالشيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة في دار الأوحدي من قلعة الجبل، وطال بينهما الكلام ثمَّ تفرقا قبل الصلاة، والشيخ تقي الدِّين مصمم على عدم الخروج من السجن.

<<  <   >  >>