للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - وما كتبه تلميذه الغياني الحنبلي ــ رحمه الله تعالى ــ تضمن مواقف جهادية كثيرة لشيخ الإسلام ــ رحمه الله تعالى ــ تفرد بها في تكسير الأحجار، ومعالم الوثنية التي يتعلق بها العوام، وإزالة كثير من البدع والضلالات، وهي في دمشق: العمود المُخَلَّق بالباب الصغير، وفي مسجد الكف، وصخرة مسجد النارنج، وصنم عند مسجد النارنج، وعمود آخر مُخَلَّق، وما يسمى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإطعام العدس من سماط الخليل، وكان ساعده الأيمن في ذلك أخوه شرف الدِّين ــ رحمه الله تعالى ــ.

وفي مصر: بيانه عن مشهد الحسين، وكشف حال بني عُبيد وأنهم باطنية، ثم مناظرته مع ثلاثة من رهبان الصعيد وهو في قاعة الترسيم، وحضور الشيخ الدِّباهي من الشام إلى مصر ليصلح بين الشيخ والمنبجي.

٣ - ورسالة تلميذه ابن مُرِّي الحنبلي ــ رحمه الله تعالى ــ على نحو رسالة ابن شيخ الحزامين، لكنها تميزت بالوصية بعلم الشيخ وكتبه وحفظه في تلاميذه البارزين، وأن يُجْمَع كلامه بعضُه إلى بعض مهما تكرر مع المقابلة وتكثير نُسَخِها. ويوصي بتلميذه أبي عبد الله بن رُشَيِّق؛ لأنه خزانة ذخائر كتب ابن تيمية، وهو قليل ذات اليد، فليساعدوه حتى يتفرغ لجمعها ونسخها، لكن ابن رشيق توفي سنة ٧٤٩ ــ رحمه الله تعالى ــ والدَّين في ذمته، وهو في ذمة من فرَّط في مساعدته وسَدِّ خَلَّته ــ سامح الله الجميع ــ.

وأوصى برد الشيخ على عقائد الفلاسفة، وبَيَّن نُسَخَه، وأن يراجع في كتبه كذلك المزي وابن القيم وشرف الدين، وقال: «ووالله ــ إن شاء الله ــ ليقيمن الله لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهُّمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه وغرائبه، رجالًا هم إلى الآن في أصلاب آبائهم ... » اهـ.

<<  <   >  >>