للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدتُه ستُّ النعم بنت عبد الرَّحمن بن عليّ بن عبدوس الحرّانية بدمشق، ودُفنت بمقابر الصوفيّة. وكان مولدها في سنة خمس وعشرين وستّمائة تقريبًا. وولدت تسعة أولاد من الذكور، ولم ترزق بنتًا.

وفي يوم الخميس منتصف شهر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وسبعمائة اجتمع قاضي القضاة شمس الدِّين الحنبلي بالشيخ تقيّ الدين، وأشار عليه بترك الإفتاء في مسألة الحلف بالطلاق، فقبِل إشارتَه.

فلمّا كَانَ مستهلّ جمادى الأولى منها، ورد البريد من مصر، ومعه مرسوم السلطان بمنعه من ذلك، وفيه: «من أفتى بذلك نكّل به». ونُودِي بذلك في البلد.

فلمَا كَانَ يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وسبعمائة، جُمع الفقهاء والقضاةُ عند الأمير تنكز نائب الشَّام، وقُرئ عليهم كتاب السلطان، وفيه فصل يتعلّق بالشيخ تقيّ الدِّين بسبب فتياه في مسألة الطلاق. فعوتب على فتياه بعد المنع، وانفضّ المجلس على توكيد المنع.

ثمَّ عقد له مجلس في يوم الخميس ثاني عشري شهر رجب سنة عشرين وسبعمائة بدار السعادة من دمشق، وعاودوه في فُتيا الطلاق وحاققوه عليها وعاتبوه بسببها. ثمَّ إنهم حبسوه بقلعة دمشق فأقام بها إلى يوم الاثنين يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين. فأخرج بعد العصر بمرسوم السلطان وتوجّه إلى منزله، فكانت مدّةُ سَجنه بالقلعة خمسةَ أشهر وثمانيةَ عشرَ يومًا.

وفي يوم الاثنين بعد العصر، السادس من شعبان سنة ستٍّ وعشرين، اعتُقل بقلعة دمشق بعدما حضر إليه الأمير بدر الدِّين أمير مسعود ابن الخطير الحاجب، بمرسوم السلطان بذلك، ومعه مركوب. فأظهر السرور وقال: أنا

<<  <   >  >>