للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أنكروا منك إلّا أنّهُمْ جَهِلوا ... عظيم قدرِك لكن ساعدَ القدر

قالوا بأنّك قد أخطأتَ مسألةً ... وقد تكون، فهلّا منك تُغْتَفَرُ؟

غَلِطْتَ في الدهرِ أو أخطأتَ واحدةً ... أمَا أجَدتَ إصاباتٍ فتعتذرُ؟

ومَن يكون على التحقيق مجتهدًا ... له الثوابُ على الحالَين، لا الوزرُ

ألم تكن بأحاديث النبيّ إذا ... سُئِلتَ تعرِفُ ما تأتي وما تذر؟

حاشاك من شُبَهٍ فيها ومن شَبَهٍ ... كلاهُما منك لا يبقى له أثرُ

عليك في البحث أن تبدي غوامضَهُ ... «وما عليك إذا لم تفهم البقر»

قدّمتَ لله ما قدّمتَ من عملٍ ... وما عليك بهم، ذمّوك أو شكروا

هَل كان مثلُك من يخفى عليه هدًى ... ومن سَمائك تبدو الأنجمُ الزُّهُر

وكيف تحذر من شيءٍ تزلّ به ... أنت التقيّ فماذا الخوفُ والحذرُ؟

وقال زين الدِّين عمر بن الوردي يرثيه:

عَثَا في عرضه قومٌ سِلاطٌ ... لهم من نَثْر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أحمد خيرُ حبرٍ ... خُروق المعضلات به تُخاطُ

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدنيا انبساطُ

ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكةَ النعيمِ به أحاطوا

فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ ... ويالله ما غطَّى البلاط

هم حسدوه لمّا لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا

وكانوا عن طرائقه كُسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط

وحَبْسُ الدُّرِّ في الأصداف فخر ... وعن الشيخ بالسجن اغتباط

بآل الهاشمي له اقتداء ... فقد ذاقوا المنون وما تواطوا

إمام لا وِلاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رِباط

<<  <   >  >>