للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرائك هي السرر التي عليها اللباس، ولا يرون فيها شمساً أي ليس يضرهم حر ولا زمهرير أي برد شديد بل جميع أوقاتهم في ظل ظليل بحيث تلتذ به الأجساد ولا تتألم من حر ولا برد فهو مزاج واحد دائم سرمدي {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (١٠٨)} [الكهف]. روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ! أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَاذَنْ لِي أَتَنَفَّسْ. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ بَرْدٍ أَوْ زَمْهَرِيرٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ حَرٍّ أَوْ حَرُورٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ» (١).

قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (١٤)}: قريبة إليهم أغصانها {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (١٤)} أي: متى تعاطاه دنا القطف إليه وتدلى من أعلى غصنه كأنه سامع طائع كما في قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان (٥٤)} [الرحمن]. وكما في قوله: {قُطُوفُهَا دَانِيَة (٢٣)} [الحاقة]. قال مجاهد: إن قام ارتفعت معه بقدر وإن قعد تذللت له.

قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥)} أي: يطوف عليهم الخدم بأواني الطعام وهي من فضة وأكواب الشراب وهي الكيزان التي لا عرى لها ولا خراطيم.

قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ}: قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: بياض الفضة في صفاء الزجاج والقوارير لا تكون إلا من زجاج.


(١) ص: ٢٤٥ برقم ٦١٧ واللفظ له، وصحيح البخاري ص: ١٢٢ برقم ٥٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>