للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثالثة بعد المئة: خطر الرشوة]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فإن الرشوة من الأمور المنكرة التي ابتليت بها مجتمعات المسلمين وهي مرض عضال، وداء خطير، يفسد المجتمعات، ويضيع الحقوق، ويخل بالأمانة وهي كبيرة من كبائر الذنوب، قال الله تعالى في ذم اليهود: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: ٤٢]، والرشوة: من السحت كما فسر الآية ابن مسعود وغيره (١). روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ عَبدِ اللهِ ابنِ عَمرٍو رضي اللهُ عنهما قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم الرَّاشِيَ وَالمُرتَشِيَ (٢). واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.

قال الجرجاني: «الرشوة ما يُعطَى لإبطال حق، أو إحقاق باطل» (٣). قال الذهبي: الكبيرة الثانية والثلاثون: أخذ الرشوة


(١) «تفسير القرطبي» (٧/ ٤٨٥).
(٢) «سنن الترمذي» (برقم ١٣٣٧)، وقال: حسن صحيح.
(٣) «التعريفات» للجرجاني (ص: ١٤٨)، و «التوقيف على مهمات التعاريف» للمناوي (ص: ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>