للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ، أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» (١).

فلا يطيل الصلاة فيتجاوز بذلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجعلها كنقر الديك، بل يطمئن في صلاته ويعتدل فيها، ويرتل القرآن ترتيلًا حسنًا، ويقف على رؤوس الآي فلا يصلها بما بعدها، ويحسن صوته بالقرآن، ولا يتقعر، ولا يجعله غناء، أو يتكلف في قراءته؛ ويحرص على التنويع في قراءته فلا يقتصر على سور معينة، بل كلما حرص على أسماعهم أكبر عدد من السور فهو أفضل، مستدلًّا بقوله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد} [ق: ٤٥].

ومنها: أن يحرص على إقامة الصفوف وتسويتها، كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِ مِنْ تَمامِ الصَّلَاةِ» (٢).

وروى أبو داود في سننه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا إِذَا قُمْنَا لِلصَّلَاةِ، فَإِذَا اسْتَوَيْنَا كَبَّرَ» (٣).

ومنها: تعليم الناس العلم الشرعي وخصوصًا التوحيد والإسلام والإيمان، وأمور الدين العظام كالولاء والبراء، ونواقض الإسلام،


(١) صحيح البخاري برقم (٧٠٨)، وصحيح مسلم برقم (٤٦٩).
(٢) صحيح البخاري برقم (٧٢٣)، وصحيح مسلم برقم (٤٣٣).
(٣) برقم (٦٦٥)، وأصله في صحيح مسلم برقم (٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>