للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} قال الشيخ ابن سعدي: أي غليظة أخلاقهم، شديد انتهارهم، يفزعون بأصواتهم، ويخيفون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، ويمتثلون فيهم أمر الله الذي حتَّم عليهم العذاب، وأَوجب عليهم شدة العقاب (١). اهـ.

وقوله: {لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، هذا مدح للملائكة وانقيادهم لأمر الله وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.

ومن فوائد الآية الكريمة:

١ - أنه يجب على الرجل أن يأمر أهله بالمعروف ويحثهم عليه، وينهاهم عن المنكر ويزجرهم عنه؛ فيأمرهم بالصلاة، والزكاة، والصيام، وسائر فرائض الإِسلام، ويحثهم على الأخلاق الجميلة؛ والآداب الحسنة، ويرغبهم في فضائل الأعمال، كقراءة القرآن، وتعلم العلوم النافعة، قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَامُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: ١٣٢] وقال عن إسماعيل عليه السلام: {وَكَانَ يَامُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: ٥٥].

روى أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» (٢).

قال الفقهاء: وهكذا في الصوم، ليكون ذلك تمرينًا له على العبادة، لكي


(١) تفسير ابن سعدي (ص: ٨٧٤).
(٢) سنن أبي داود برقم (٤٩٥)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٩٧) برقم (٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>