للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثانية والثلاثون: سجود السهو]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

لما كان الإنسان عرضة للنسيان والذهول، وكان الشيطان يحرص على أن يشوش عليه صلاته ببعث الأفكار وانشغال باله بها عن صلاته، وربما ترتب على ذلك نقص في الصلاة، أو زيادة فيها بدافع النسيان والذهول، شرع الله للمصلي أن يسجد في آخر صلاته تفاديًا لذلك، وإرغامًا للشيطان، وجبرًا للنقصان، وإرضاء للرحمن، وهذا السجود هو ما يسميه العلماء سجود السهو (١).

والسهو هو النسيان، وقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وكان سهوه من تمام نعمة الله على أمته، وإكمال دينهم، ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو. قال الإمام أحمد بن حنبل: يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء سلم من اثنتين فسجد (٢)، وسلم من ثلاث فسجد (٣)،


(١) الملخص الفقهي، للشيخ صالح الفوزان (١/ ١٤٩).
(٢) صحيح البخاري برقم (١٢٢٩)، وصحيح مسلم برقم (٥٧٣).
(٣) صحيح مسلم برقم (٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>