للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُمْحِي» (١) (٢).

أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «لَو أَنَّكُم كُنتُم تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقتُم كَمَا تُرزَقُ الطَّيرُ، تَغدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» (٣). فقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الطير: «تَغدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا»، فذكر أنها تغدو في طلب الرزق (٤).

وكان زيد بن مسلمة يغرس في أرضه، فقال له عمر رضي الله عنه: أصبت، استغن عن الناس، يكن أصون لدينك، وأكرم لك عليهم.

وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر، ويعملون في نخيلهم، والقدوة بهم. قال أبو قلابة البصري لرجل: لأن أراك تطلب معاشك، أحب إلي من أراك في زاوية المسجد.

وقال أبو سليمان الداراني: ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يقوت لك، ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد.

قال الغزالي: «فهذه مذمة الشرع للسؤال والاتكال على كفاية الأغيار (٥)، ومن ليس له مال موروث، فلا ينجيه من ذلك بعد الله إلا


(١) مسند الإمام أحمد (٢/ ٩٢)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٠٩): إسناده صالح.
(٢) إحياء علوم الدين (٢/ ٦٠) [طبعة دار الكتب العلمية الثالثة - بيروت].
(٣) سنن الترمذي برقم (٢٣٤٤)، وقال: حديث حسن صحيح؛ ومسند الإمام أحمد (١/ ٣٣٢) برقم (٢٠٥)، وقال محققوه: إسناده قوي.
(٤) أي: أنها تذهب في أول النهار جائعة، وترجع في آخر النهار، وقد امتلأت بطونها بالطعام.
(٥) الأغيار: جمع غير، والمراد الغير من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>