للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوقات وهي:

١ - أن الكفار الذين يعبدون الشمس من دون الله يسجدون للشمس في هذه الأوقات، وقد نهينا عن التشبه بهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (١).

٢ - أن الشمس تطلع وتغرب بين قرني شيطان، قال النووي -رحمه الله-: «قيل: المراد بقرني الشيطان: ناحيتا الرأس، وأنه على ظاهره وهذا هو الأقوى، قالوا: ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة، وحينئذ يكون له ولبنيه تسلط ظاهر، وتمكن من أن يُلَبِّسُوا على المصلين صلاتهم، فكرهت الصلاة حينئذ صيانة لها، كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان» (٢).

وهذا من المغيبات التي لا تُعلم إلا بالوحي، وفيها التحذير من كل فعل أو قول يرضى به الشيطان في ظاهره، وإن كان فاعله لم ينو ذلك.

٣ - أن النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة له سبب آخر من أمور الغيب التي لا تُعلم إلا بالوحي؛ وهو أن جهنم تسجر (٣)


(١). سنن أبي داود برقم (٤٠٣١)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: هذا إسناد جيد، كما حسنه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري (٦/ ٩٨) وستأتي كلمة مفصلة في النهي عن التشبه بالكفار.
(٢). شرح صحيح مسلم (٦/ ٣٥٣).
(٣). أي: يوقد عليها إيقادًا بليغًا، شرح صحيح مسلم للنووي (٦/ ٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>